العطور و الإنطباع الأول

تختلف العطور بقدرتها على تحريك المشاعر والأحاسيس، فيمكن لبعض العطور أن تترك انطباعاً ساحراً يدوم مدى الحياة، تماماً مثل قصص الحب الحقيقية. لذلك يركّز عشاق الأناقة الكلاسيكية على فن العطور، لأنه تعبير مثالي عن الشخصية، ويلعب دوراً مهماً في ترك انطباع لائق.

إنّ اختيار العطر المناسب لا يقل أهمية عن انتقاء الأزياء التي نرتديها، فتتميز بعض العطور بقدرتها الساحرة على التعبير عن شخصية صاحبها و ترك انطباع لا يغيب عن الذاكرة. ولأن حاسة الشم هي الحاسة الأكثر ارتباطاً بالذاكرة، فرغم كثرة التفاصيل اليومية التي قد توقظ الحنين إلى الماضي، لا شيء يضاهي قدرة العطور على إعادة الذكريات القديمة.
لذلك يجوب خبراء العطور الفاخرة مختلف وجهات العالم بحثاً عن المكونات العطرية المميزة وعن الإلهام لخلق لعطرٍ جديد. ويقول مصطفى العسالي، مؤسِس ومالك علامة مافروكي: “كل مدينة زرتُها في الماضي تركت بصمة خاصة في نفسي وذكرياتٍ وتجارب عززت خبراتي في مجال العطور. وأشعر دائماً بحنين قوي عندما أتذكر هذه اللحظات، خاصّة من زيارتي لليونان ونيس في 2009 و2010، حيث كانت هذه المرحلة هامة لي ولمسيرتي في تأسيس علامة راقية للعطور، وساهمت كل لحظة فيها بتزويدي بالإلهام سواء من خلال الأشخاص الذين قابلتهم أو الوجهات التي زرتها والتجارب المميزة التي خضتها. وهذا ما يجعلني من عشاق السفر والاستكشاف وتجربة كل ما هو جديد”.

يدفعنا كل هذا للتأني عند شراء عطر جديد، والتفكير ملياً في كافة هذه التفاصيل. فالعطر الذي نوشك على شرائه سيشهد ذكرياتٍ غالية ويترك انطباعاً عن شخصيتنا قد يدوم مدى الحياة و يترك أثراً في ذاكرة أشخاص نقابلهم.

Exit mobile version