أحبائي كلهم

طويت نفسي على نفسي، و لم آبه كم كنت صغيرة الحجم، لم أكتب منذ زمن بعيد، لأنك لا تذكرني أبدا، و لا بأس بذلك، أصبحت عاديا جدا، أنا في بلاد و أنت في بلاد معاكسة، كنت كلوحة منهكة على الحائط، حائط اخترقه العمر و التعب، اخترقته سنين بعيدة غابرة، و بضعة تشققات.

ذلك العالم الذي لا نعرف عنه سوى الموت و الوحدة، كنت لا آبه بعدد الأيام التي سأكون فيها خالدة، و لا أكترث بعدد الفضاءات التي تلتف حولنا، تنصب الدموع في قلبي، و أتعطر بالدموع، ف أنا المنهكة جدا، تعبت من الوصول إليك و أنا دون روح، روحي طائرة ليس إلا، تعبت من المكوث في ظل شجرة لا ينبت فيها زهر، كنت في حلقي غصة لا تزول و بحة أذابت صوتي كله، كنت عداءة خلفك، كنت السحر الذي لا يزول أبدا، انتميت إلي في زمن ما.. غاب .. لا بأس بحالي هذه.

و لكن الوحشة تضمر القلب، تدفنه في ألم لا يطاق، كل هذا و لا يعلم ..لا يعلم و يتناسى أن يعلم؛ جرحه كان سندا لي، كان لي أحبائي كلهم.

Exit mobile version